يحاول الطلاب تعلم اللغة العربية بداية في وطنهم الأم تركيا بمعدل 30 درس أسبوعيا لمدة لا تقل عن أربعة أشهر كاملة؛ لتكون هذه الأشهر النواة الأولى والأساس لفهم العربية، بعد هذا التأسيس في اللغة يذهب الطالب إلى إحدى البلدان العربية ليتعلم فيها اللغة من المصدر الأساسي للغة؛ ليعاشر أهل هذه اللغة؛ ليمارس اللغة مع أهلها الأصليين في موطنهم؛ حتى يستطيع أن يكتسب اللغة اكتسابا وينغمس بها غمسا بعد أن كان يتعلمها تعلما وترديدا وفقط.

من هذه البلدان التي يقع عليها الاختيار في هذه الأيام الأردن ويقع الاختيار عليها لأسباب كثيرة منها الأمن والأمان ومنها ابتعاد أهلها عن اللغات الدخيلة إلى حد ما ....الخ.

في الأردن يدرس الطالب في الصباح خمسة دروس أكاديمية يتعلم فيها اللغة بالشكل الأكاديمي المعتاد لينتقل بعدها إلى الدروس الميدانية والأستاذ المشارك اللغوي الذي يرافق الطلاب في الشارع والملعب والساحة ومع الناس ليبدأ الطلاب بتطبيق وممارسة ما تعلموه سابقا وما تعلموه في هذا اليوم؛ لترسخ الكلمات في أذهانهم بشكل من الصعب أن ينسوها، بالإضافة إلى الاطلاع على الثقافة العربية هناك والتعرف على الآثار العربية وغير العربية الموجودة في تلك البلد لكن باللغة العربية.

بعد كل هذا ينتابنا الشعور بأن تعلم اللغة لا يكون إلا في موطنها الأصلي؛ لأنك لا تستطيع أن تكتشف خفايا هذه اللغة إلا بالاحتكاك المباشر مع ما تم ذكره سابقا.

فالفائدة المرجوة من هذا البرنامج كبيرة جدا لدرجة أن الطلاب ممكن أن يعودوا إلى أوطانهم وقد اكتسبوا في شهرين ما لا يستطيعون أن يكتسبوه بسنوات عديدة.